السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )) أهلاً وسهلاً بكم وبرنامجنا خدعوك فقالوا . وحلقة اليوم عن كيفية حياتنا بالدين وفهم معنى المسلم المتدين .
قال (صلى الله عليه وسلم) (( إن الله خلق التربه (أي الأرض) يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق فيها الشجر يوم الأثنين وخلق المكروه ( الشر ) يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وخلق الدواب يوم الخميس وخلق آدم في آخر ساعة بعد العصر قبل الليل )) .وسخر الله عز وجل لآدم كل ما في السماوات والأرض قال تعالى ((وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ )) إذاً أنت يا بني آدم مقصود الله من هذه المخلوقات أي أن الله خلق هذه الدنيا من أجل البني آدم وخلق الله آدم من أجله تعالى .لذلك بعد ما خلق الله الدنيا وما فيها وخلق آدم عرض على السماوات والأرض والجبال أمانة التخيير فأبين أن يحملنها ثم عرضها الله على الانسان فقبلها قال تعالى ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ ﴾)) ومعنى أمانه التخيير أي نكون مخيريين في اختيار الله وطريق الأنبياء . فكل المخلوقات مصييرة في التسبيح لله قال تعالى (( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ )) كل المخلوقات تسبح بحمد الله إلا مخلوقين هما الانس والجن قال تعالى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ)) وعندما تحدث عن الناس قال (( وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ ))
ثم بعد ما خلق الله الدنيا وخلق آدم قال ((وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ )) لذلك لابد وأن تتصرف في كل أمر من أمورك في الدنيا بما يرضي الله لأن القرآن تحدث عن كل أمر متعلق بحياتنا حتى عن طريقه مشينا فحدثنا الله في القرآن عن كيفية السير فقال (( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ))
وقال تعالى ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ﴾ )) أي أن الله له في كل شئ أمر وعندما يقضي الله أمره في شأن ما فنحن ليس لنا خيار . لأن الله أعلم بحالنا من أنفسنا كما قال تعالى (( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) ولكن نحن عندنا مشكلة وهي أن الشيطان يعلم هذا الموضوع ويوجد مدخل من أعظم مداخل الشيطان النفسية والتي يكسب بها جولته مع الانسان فالاسلام عباره عن عدة جوانب مكمله بعضها البعض وهي العبادات والروحانيات والاخلاقيات والعمل . فيأتي الشيطان ويُكبَّر ويعظم جانب واحد فقط من هذه الجوانب ويبعدك عن باقي الجوانب .
لذلك الله حذر من الشطيان وقال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ )) .
وقال تعالى موضحاً أن الاسلام عبارة عن عدة جوانب كثيرة مرتبطة ببعضها البعض ((لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون )) .أي أن هؤلاء هم الذين فهموا حقيقة الاسلام .
أريد أن أذكركم بالحديث الذي دار بين هرقل ( ملك الروم ) وبين أبو سفيان قبل اسلامه .عندما سأل هرقل أبو سفيان عن دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو سفيان .وكان يأمرهم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وآداء الأمانة إذاً تعاليم الاسلام واضحة حتى لغير المسلمين .وعندما سأل النجاشي جعفر بن أبي طالب عن دعودة النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له جعفر . كنا قوم أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميته ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونُسئ الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله لنا رجلاً منا نعرف نسبه وصدقه وعفافه فأمرنا بالصلاة وأن نترك الأصنام وأن نعبد الله وحده لا شريك له ثم أمرنا بصدق الحديث وآداء الأمانه وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم وألا نقول الزور .إذاً نحن نريد أن نكون على صلة بالله وأن تكون عبادتنا لها أثر على أفعالنا وسلوكياتنا قال تعالى (( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ )) .تم عرض تقرير مع أحد رجال الأعمال اسمه أ/ نيازي سلام والذي قام بتأسيس بنك الطعام وهو عبارة عن مؤسسه تقوم بتوصيل الطعام على كل المحتاجين .
يجب على كل مسلم أن يجدد العهد مع الله ولابد وأن يكون فخوراً بأنه مسلم . والله عز وجل أمرنا بالفخر بالدين قال تعالى (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) وقال تعالى (( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ((
وعندما تحدث الله عن سيدنا إبراهيم وعن فخره بالاسلام
قال تعالى ((إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٣١﴾ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٣٢﴾ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٣﴾ ))أي مستسلمون له في كل أمور حياتنا .
إتصال . أ/ ايمان (( فرنسا )) تتحدث عن المسلمين في فرنسا الغير ملتزمين بأخلاقيات الاسلام وعندما يرى الفرنسيون أخلاقيات المسلمين بهذه الصورة يأخذون فكرة سيئة عن الاسلام .
إتصال هديل من مصر .
تتحدث عن مشكلة انفصال الأخلاق عن العبادات عند البعض .
الله عز وجل يحب الناس ويقترب من الناس فأمرنا بعبادته وهذه العبادة هي صلة بين العبد وبين الله . وأمر الله العباد أن يحسنوا الظن به قال (صلى الله عليه وسلم) قال الله (( أنا عندي ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ومن ذكرني في ملئ ذكرته في ملئ خير منه )) .
لكن هذه العبادة من صلاة وصوم وزكاه وحج لابد وأن يكون لها أثر على العبيد . فالنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول ان حرمه المسلم كحرمه الكعبه .
قال (صلى الله عليه وسلم) (( ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا )) .
ومع أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أوصانا بالصلاة في المسجد إلا أنه قال (( من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزل مسجدنا هذا )) وذلك لكي لا يتأذى المصلون من هذه الرائحة .
كما أريد أن أذكركم بالرجل الذي تبول في المسجد فقام عليه الصحابة ليطردوه من المسجد . فقال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تذرموه أي لا تقطعوا عليه بوله .
يقول العلماء ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمرهم بتركه حتى لا يؤذوه بهذه الطريقة . لأن حرمة المسلم كحرمة الكعبة .
لذلك يجب علينا أن نقتلع الكبر من صدورنا ونتعامل مع الناس بطريقة طيبة حتى يرضى الله عز وجل عنا .
فالاسلام عبارة عن كل متكامل من عدة جوانب وهذه الجوانب هي . عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس ومثال ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فالنبي (صلى الله عليه وسلم) مع كونه رسولاً كان تاجراً أميناً وصادقاً وكان يتعامل مع الناس بحب ورقى .
وقد خاطب الله عز وجل النبي (صلى الله عليه وسلم ) بقوله تعالى .
((وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ))
صدق الله العظيم.
وصلى الله على سيدنا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
